الندوات

ملخص النّدوة

عرف العرب السيرة والتراجم منذ القديم، وهي فنّ من فنون الكتابة الأدبيّة والأجناس الإبداعيّة الّتي شاعت مع ظهور الإسلام واتّخذت منحى أخلاقيّا وتربويّا ثمّ ارتقت تفكيرا وتعبيرا، تأليفا وتصنيفا. وتعدّ سيرة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مصدرا أساسيّا باعتبارها مرجعيّة مَقِيسا عليها شكلا ومضمونا.

وقد ارتبط ظهور صنف الطّبقات ضمن الكتابة التّاريخية الإسلاميّة لَمّا تأكّدت الحاجة لتتبّع انتقال أصناف المعرفة من جيل إلى جيل. فهو العلم بالرّجال وطبقات انتمائهم للنّسق الثقافي الذي جاء تلبية لحاجة المسلمين إلى معرفة تواريخ أسلافهم في ولاداتهم ووفياتهم وحراكهم الفكري والثّقافي فضلا عن وظائفهم الفكريّة والاجتماعيّة والسّياسيّة.

وفي هذا الإطار ، تنظّم جمعيّة جربة للتّواصل ندوة علميّة دوليّة في موضوع ” السّير الإباضيّة “. وتندرج هذه النّدوة في سياق الاهتمام بالإرث الإباضي الذي لا يزال الكثير منه مهملا من قبل الباحثين ومغيبا في الدّراسات سواء ما كتب قديما أو حديثا أو معاصرا . ومن ثمة دعت الحاجة إلى التعريف به خاصة أن هذه المؤلفات تحوي إنتاجا معرفيا متنوّعا (في التاريخ والأدب والفقه وعلم الكلام والجغرافيا والمجتمع ) بالإضافة إلى تعريفها بالأعلام. ويؤكّد هذا الثّراء على أهميتها المعرفيّة والحاجة إلى دراستها باعتبارها مكوّنا من مكوّنات الحضارة العربيّة الإسلاميّة.

الدورة الثانية للندوة

لئن اهتمّت الدورة الأولى للندوة العلمية حول كتب السير الإباضيّة  بنصوص السّير والطبقات التي  غطّت  ما يزيد عن عشرة قرون، فإنّ الدورة الثانية حصرت أعمالها في كتاب السّير” لأحمد بن سعيد الشمّاخي” ت 928ه/مارس أفريل 1522م  الذي ألّفه صاحبه  في القرن العاشر للهجرة الموافق للسادس عشر ميلادي . وقد تناول الشماخي في كتابه الحقبة التأسيسية لتاريخ الإسلام  متبوعا بتاريخ الإباضية في المشرق ثمّ مشائخ الإباضيّة بالمغرب وتاريخ نشر المذهب الإباضي في بلاد المغرب وسيرة أئمّتهم وأتباعهم طيلة  هذا  الامتداد الزمني الطّويل في  التأليف القصير في حياة المجتمعات .وتكتسي مادّة هذا الكتاب طرافة وأهمية في مجال التاريخ الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتربوي والمعماري  لبلاد المغرب  في  العصر الوسيط .